مفاجآت رحلة البحث فى الوقف الخيرى.. وقفيات التعليم والحج وتجهيز العرائس واستضافة الغضبانة وتسلية المرضى وخداع العيان أبرزها.. وأوقاف صيانة الأرصفة وفقد الأهل والمال والعصافير والقطط والكلاب الضالة لا تصرف
يستكمل "اليوم السابع" رحلة البحث عن أموال الأوقاف، وخاصة فى الوقف المندثر، بصفته اقتصادًا هامًا، وإحسانًا لا يدفع لمستحقه رجاء الثواب للمتبرع لسبب يخالف الشرع وشروط "الواقف" المتبرع، نظرًا لعامل الزمن والتقادم، وتغيير الأحوال، فى ثروة وقفية، تسيطر الأوقاف كوزارة معنية على ما يقدر حسب تصريحات رسمية للوزارة بتريليون و37 مليارًا، وما يزيد عن ضعفه متنازع عليه قضائيًا وتقترب الأوقاف من استعادته بأحكام قضائية، بمجموع كم وقفى يتخطى 3 تريليون جنيه.
الأوقاف كوزارة وهيئة تحاول استثمار ممتلكات ليس مالا عاما بل مال خاص محبوس فى شكل أصول لا تباع وعوائد تصرف حسب مخصصات اشترطها "الواقف" المتبرع للصرف مصارف حددها فى ما يسمى شرط الواقف الذى لا يخالف ويلتزم "ناظر الوقف" وزير الأوقاف أو من تعينه الدولة فى صرفها، حيث تفتش الأوقاف حاليا فى دفاترها القديمة لتحصين ممتلكاتها الوقفية واستثمارها وزيادتها واستعادة المغصوب منها، وتشغيل المعطل منها، وصرف البنود المتوقف صرفها.
5
ولدى حالة حراك مشهودة بعد ركود لعقود طويلة داخل الأوقاف، تم تشكيل لجنة شرعية محاسبية للقيام بتفريغ 42 ألف حجة ملكية لأصول أموال الوقف التى تتعدى مليار جنيه، وذلك لتوثيق بياناتها ضمن مشروع حصر ممتلكات الأوقاف واستثمارها، وجدت الكثير من المفاجآت أبرزها أن جزءًا كبيرا من المال يصرف على الحيوان والطيور وجذب الزوار للقبور بتوفير أطعمه لهم، وتسبيل القبور ورش الماء وزراعة الأشجار.
وتوثق حالة وشكل الوقف الإسلامى فى مصر عدة كتب تاريخية ووصفية أبرزها جاءت رسائل المقريزى " جوانب من تطور تاريخ الوقف فى مصر - الخِطط المقريزية المسمى بـ«المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار»"، الذى يسرد تفاصيل عن الأوقاف التى تعطل عددا كبير منها، نظرا لتقادم الزمن أو اندثار بعض المصارف الشرعية الموقوفة، أو مشكلة تغيير نوع العملة مثلا من الدينار إلى الجنيه وهو ما يحتاج إلى إعادة تقييم وتقدير وتثمين المثل من العملة العصرية "الجنيه" بـ"الدينار".
6
وقف فكاك الأسرى
وتكشف الكتب التاريخية استمر الوقف الاستثمارى فى سبيل فكاك الأسرى إلى قرون كثيرة، فقد ذكرنا ذلك سابقا، وقال ابن حجر فى رفع الإصر عن قضاة مصر (338) من ترجمة محمد بن أحمد الطرابلسى القاضي: عَيَّنَه القاضى أوحد الدين كاتب السر فاستقر فِى ثانى عشرى ربيع الآخر سنة ست وثمانين وسبعمائة. فباشر بعفة ونزاهة وصرامة وشدة وعفة. وتوفر عَلَى يده من أوقاف الأسرى مَا صيّره حاصلاً للوقف فأكثر من ثلاثة آلاف دينار بعد أن اشترى من الفائض ريعاً ووقفه، وجعل مصرفه مصرف الأصل، وكانت لَهُ صولة عَلَى الشهود وكتّاب الحكم، لا يمشى عَلَيْهِ قضية من القضايا فِيهَا تدليس ولا دَسِيسة"، ويعتبر العلماء أن فك الغرم للمدين أو المدينة كفك أسر الأسير.
وقْف الكلاب الضالَّة
وقْف فى عدَّة جِهات يُنفَق من ريعه على إطعام الكلاب التى ليس لها صاحِب؛ استنقاذًا لها مِن عذاب الجُوع، حتى تَستريح بالموت أو الاقتناء.
وقف العرائس
وقف لتجهيز العرائس، وإعارة الحُلى والزِّينة فى الأعراس والأفراح، يَستعير الفقراء منه ما يَلزمهم فى أفراحِهم وأعراسهم، ثم يُعيدون ما استعاروه إلى مكانه، وبهذا يتيسَّر للفقير أن يَبرز يوم عرسه بحُلَّة لائقة ولعروسه أن تجلَّى فى حُلَّة رائقة؛ حتى يَكتمل الشُّعور بالفرح، وتَجبِر الخَواطِر المَكسورة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق